هل يحمل المبعوث الأممي الجديد لليمن آليات لوقف الحرب..؟
يمنات
ثلاث سنوات لم تسكت طلقات الرصاص، ولم تجف الدماء من على أرض اليمن. ما بين كل مبادرة وجولة ولقاء يسقط المئات بين قتيل وجريح في كل مناطق الصراع شمالا وجنوباً، بل وطالت آلات القتل الداخل السعودي.
لم تخلو يوماً نشرات الأخبار أو المواقع الإخبارية ومواقع التواصل من صرخات الأطفال اليتامى والنساء الأرامل والشيوخ المقهورين. فاق جرح اليمن كل الجروح. ليست الذخيرة هي الوسيلة الوحيدة للموت، فالموت جوعاً، أو بأشد الأمراض فتكاً تفوق على أقوى آلات القتل ليحصد آلاف الأرواح بلا استئذان.
تخلى العالم عن الجميع، لم ترق القلوب للملايين في العراء في شدة البرد، وكل ما تسابقت له الدول هو الظهور الإعلامي والتصريح أمام الكاميرات والميكرفونات بأن عشرات الآلاف من أطنان الأغذية والأدوية في الطريق لليمن، شهور طوال ولم تصل تلك القوافل، وقد تركها اليمنيين ورحلوا عن الدنيا، وما زالت تلك المساعدات والإغاثات في الطريق.
يتساءل اليمنيون، هل هناك أمل في وقف القتال بعدما صمت آذان جميع الأطراف ولم تعد تسمع سوى دقات طبول الحرب. هل سيغير مجيء مبعوث دولي جديد من الواقع على الأرض. وماذا بعد مسابقات القتل التي تنظمها جميع أطراف الصراع؟.
عبد القدوس الشهاري نائب رئيس الدائرة الإعلامية لجماعة أنصار الله، قال إن من يمتلك الحل للأزمة اليمنية هي دول التحالف التي تغلق جميع الوسائل المتاحة للمفاوضات وكان معها المبعوث الأممي السابق ولد الشيخ أحمد، الذي كان يأتي كممثل لدول التحالف ولم يكن محايداً وكان يقدم نفسه على أنه هو التحالف نفسه.
وأوضح الشهاري في تصريحات لـ “سبوتنيك” أنه متفائل بالتغيير مع وجود مبعوث جديد ومع بوادر جولة جديدة من المفاوضات قد تكون على الأرض العمانية.
وأكد نائب رئيس الدائرة الإعلامية أن الأيام الأخيرة كشفت أوراق التحالف وأمريكا، وأن تقدمهم على الأرض عسكريا أصبح من الصعوبة بمكان إن لم يكن مستحيلاً بعد كشف أوراق التحالف، وهذا الأمر قد يجعلهم يخضعون للأوراق التي قدمتها جماعة أنصار الله من أجل الحل السياسي.
وأشار الشهاري إلى أن هناك خلافات وصراعات بين الدول الكبرى حول أزمة اليمن ولكنها مع ذلك تحاول أن تجد حلولا حتى لا تتأثر مصالحها بما يحدث، موضحا أن الحل يجب أن يكون يمني يمني مع ضرورة البعد من الضغوط الخارجية والإقليمية التي تؤثرعلى الحل السياسي.
ولفت رئيس الدائرة الإعلامية لجماعة أنصارالله، إلى أن هناك صاروخاً كاتما سيظهر في الفترة القادمة وقد يحول المسار العسكري للحرب.
وقال الشهاري، إن جماعة أنصار الله حمامة سلام وتقدم التنازلات من أجل إيجاد حلول للأزمة، أما الدول الكبرى في المنطقة والعالم فهناك الكثير من الصراعات والخلافات بينهما حول الأزمة في اليمن، لكنها تحاول إيجاد حلولاً توافقية حتى لا تتأثر مصالحها.
وأوضح المحلل السياسي أنور التميمي أن المدخل الذي يمكن أن يفضي إلى حل عادل هو الاعتراف بالمنطق الجغرافي مع وجود حالتين هما حالة الجنوب وحالة الشمال لأن هناك في الجنوب مجلس انتقالي، وفي الشمال هناك صراعات لم تحسم إلى الآن، مشيرا إلى أن هناك مصالح للمجتمع الإقليمي والدولي للتدخل في اليمن وعليها أن تراعي الواقع والحقائق على الأرض، مع أهميه الانتباه إلى أن جماعة الإخوان كقوة أصبحت تمثل عبئاً على الحل وعلى الشعوب. متمنياً من الإمارات السعودية الانتباه لهذا الأمر واعتبار أنهم جزءا من المشكلة.
وقال المحلل السياسي: “في الجنوب كان هناك الحديث عن هاجس الوحدة، وهذا ليس له أصل في الواقع، ونتمنى من المبعوث الجديد أن يكون على علم بما يحدث في اليمن من تجارب سابقة، بأنه كانت هناك دولة في الجنوب وأن يتعرف على تطلعات الشعب اليمني ككل”.
مشيراً إلى أن مجلس الأمن أخضع اليمن تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وفي مرحلة معينة أوكل ذلك إلى التحالف العربي متوقعاً استمرار الموائمة مع وجود تعديل في المبادرات.
المصدر: سبوتنيك